ذكرت وسائل إعلام عبرية، نقلاً عن مصادر أمنية واستخباراتية لم تسمها، أن الحرب المحتملة بين إسرائيل وإيران قد تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، في حال عدم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر في الصراع. ويأتي هذا التقييم في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتبادل التهديدات بين الجانبين، خاصة بعد الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق ونسب لإسرائيل، وما تبعه من وعود إيرانية بالانتقام. ويزيد هذا التقدير من المخاوف بشأن اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وتأثيره على الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.

وأشارت المصادر العبرية إلى أن المدة الزمنية المتوقعة للحرب تعتمد بشكل كبير على حجم ونوعية الرد الإيراني، وكذلك على قدرة الدفاعات الإسرائيلية على التصدي للهجمات المحتملة. كما أكدت أن السيناريو الأسوأ يتمثل في تدخل أطراف إقليمية أخرى في الصراع، مثل حزب الله في لبنان أو فصائل مسلحة أخرى مدعومة من إيران في سوريا والعراق. وفي هذا السياق، حذرت المصادر من أن تدخل أطراف أخرى قد يطيل أمد الحرب ويجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة.

وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دوراً محورياً في تحديد مسار الصراع، وأن تدخلها المباشر، سواء من خلال تقديم الدعم العسكري لإسرائيل أو من خلال ممارسة ضغوط دبلوماسية على إيران، قد يساهم في تقصير أمد الحرب. وأكدت المصادر أن إسرائيل تتوقع من الولايات المتحدة الأمريكية الوقوف إلى جانبها في حال اندلاع حرب مع إيران، وتقديم الدعم اللازم لضمان أمنها. إلا أن المصادر أشارت أيضاً إلى أن إدارة بايدن قد تتردد في التدخل المباشر في الصراع، خشية من تفاقم الأزمة وتورط الولايات المتحدة في حرب إقليمية واسعة النطاق.

وفي سياق متصل، أكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي يستعد لكافة السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك سيناريو الحرب الشاملة مع إيران. وقد تم رفع حالة التأهب القصوى في جميع أنحاء البلاد، وتم نشر منظومات الدفاع الجوي في مواقع استراتيجية. كما تم إجراء تدريبات عسكرية مكثفة تحاكي سيناريوهات مختلفة للحرب، بما في ذلك هجمات صاروخية وطائرات مسيرة وهجمات إلكترونية. وتأتي هذه الاستعدادات في ظل مخاوف متزايدة من أن إيران قد تشن هجوماً كبيراً على إسرائيل رداً على الهجوم الذي استهدف قنصليتها في دمشق.

وختاماً، تبقى التوترات الإقليمية في ذروتها، وسط ترقب دولي حذر لما ستؤول إليه الأوضاع. ويبقى السؤال المطروح هو: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في احتواء الأزمة ومنع اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق؟ أم أن المنطقة ستشهد تصعيداً خطيراً ينذر بعواقب وخيمة على الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير المنطقة ومستقبلها.