صرح مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى اليوم بتهديدات مباشرة باستهداف شحنات المساعدات العسكرية المتجهة إلى إسرائيل، وذلك في تصعيد خطير يهدد بتأجيج التوترات الإقليمية المتزايدة. تأتي هذه التصريحات في ظل حالة من الاحتقان الشديد تشهدها المنطقة، وتزايد المخاوف من اتساع نطاق الصراع ليشمل أطرافاً أخرى. وأكد المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تدفق الأسلحة إلى إسرائيل، وأنها ستتخذ "الإجراءات اللازمة" لحماية مصالحها وأمن المنطقة. وتثير هذه التهديدات قلقاً بالغاً لدى الدول الغربية، التي تسعى جاهدة للحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط.
التصريحات الإيرانية جاءت رداً على ما وصفته طهران بـ "الدعم العسكري الغربي المتزايد لإسرائيل"، والذي تعتبره "وقوداً للحرب" ويساهم في "استمرار معاناة الشعب الفلسطيني". وأضاف المسؤول الإيراني أن بلاده تمتلك القدرات والإمكانيات اللازمة لتنفيذ تهديداتها، وأنها "لن تتردد في استخدامها" إذا لزم الأمر. وشدد على أن إيران "لا تسعى إلى الحرب"، لكنها "لن تسمح لإسرائيل بالاستمرار في عدوانها دون رادع". ويأتي هذا التصعيد في أعقاب سلسلة من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران ووكلائها في المنطقة، مما يزيد من خطر اندلاع حرب شاملة.
ردود الفعل الدولية كانت سريعة ومتباينة، حيث أدانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التهديدات الإيرانية بشدة، واعتبرتها "تصعيداً خطيراً وغير مسؤول". ودعت هذه الدول إيران إلى "الكف عن هذه التصرفات الاستفزازية" والعودة إلى الحوار. في المقابل، أعربت روسيا والصين عن قلقهما البالغ إزاء التوتر المتزايد في المنطقة، ودعتا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس" والعمل على خفض التصعيد. ومن المتوقع أن يناقش مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذه التطورات في جلسة طارئة خلال الأيام القادمة.
تأثير التهديدات على الملاحة البحرية يثير تهديد إيران باستهداف شحنات المساعدات العسكرية المتجهة إلى إسرائيل مخاوف جدية بشأن سلامة الملاحة البحرية في المنطقة، وخاصة في مضيق هرمز وبحر العرب. وتعتبر هذه المناطق ممرات ملاحية حيوية لنقل النفط والغاز والتجارة العالمية، وأي تعطيل لحركة الملاحة فيها قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة وتفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية. وقد بدأت بالفعل شركات الشحن العالمية في اتخاذ احتياطات إضافية لتأمين سفنها، بما في ذلك تغيير مساراتها وتأمين حراسة مسلحة. ويبقى السؤال المطروح: هل ستجرؤ إيران على تنفيذ تهديداتها، وما هي التداعيات المحتملة لمثل هذا العمل؟
الموقف الإسرائيلي لم يصدر حتى الآن رد رسمي من الحكومة الإسرائيلية على التهديدات الإيرانية، لكن مصادر إعلامية إسرائيلية نقلت عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل "تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد"، وأنها "مستعدة للرد بقوة على أي هجوم". وأضافت المصادر أن إسرائيل "ستواصل الحصول على الدعم العسكري الذي تحتاجه للدفاع عن نفسها"، وأنها "لن تخضع للابتزاز الإيراني". ومن المتوقع أن تقوم إسرائيل بتعزيز دفاعاتها الجوية والبحرية، وتكثيف جهودها الاستخباراتية لرصد أي تحركات إيرانية مشبوهة. ويبقى العالم بأسره يراقب بقلق بالغ هذا التصعيد الخطير، ويأمل في أن يتمكن المجتمع الدولي من إيجاد حل سلمي للأزمة قبل فوات الأوان.