في خطوة وصفت بأنها ثورة في عالم المهرجانات العربية، أعلنت إدارة مهرجان موازين إيقاعات العالم في العاصمة المغربية الرباط عن مفاجأة مدوية ضمن فعاليات دورته لعام 2025، حيث سيشهد جمهور المهرجان عودة أسطورة الغناء العربي، العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، إلى المسرح في حفل استثنائي يُقام بالكامل عبر تقنية التصوير التجسيمي (الهولوغرام).

 

هذا الإعلان أحدث ضجة واسعة في الأوساط الفنية والثقافية، واعداً بتقديم تجربة فريدة من نوعها تجمع بين أصالة الماضي وابتكارات المستقبل، وتعيد إحياء الإرث الخالد لأحد أعظم الأصوات في تاريخ الموسيقى العربية.

 

تقنية متطورة لإحياء الأسطورة

يعتمد الحفل المرتقب على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الهولوغرام، والتي ستعمل على تجسيد صورة وصوت العندليب الأسمر على المسرح بدقة متناهية، مما يمنح الحضور إحساساً واقعياً بوجوده بينهم. وقد تم التعاون مع إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال المؤثرات البصرية والواقع المعزز لتنفيذ هذا المشروع الطموح.

 

ويتطلب المشروع تحليلاً دقيقاً لمئات الساعات من التسجيلات المرئية والصوتية النادرة لعبد الحليم حافظ، بهدف بناء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد يحاكي حركاته، تعابير وجهه، وأداءه المميز على المسرح.

 

كما سيتم استخدام أحدث تقنيات هندسة الصوت لضمان تقديم أغانيه الشهيرة بجودة فائقة، ترافقها فرقة موسيقية حية على المسرح لتعزيز الطابع التفاعلي والواقعي للحفل.

 

إدارة المهرجان: "تجربة فنية فريدة تتجاوز الزمن"

في بيان صحفي رسمي، أكدت إدارة مهرجان موازين أن هذا الحدث لا يمثل مجرد حفل غنائي، بل هو تكريم لرمز فني خالد، وجسر ثقافي يربط بين الأجيال التي عاصرت العندليب وتلك التي لم تحظ بفرصة مشاهدته على المسرح.

 

وقد جاء في تصريح لمدير المهرجان:"نحن فخورون بتقديم هذه التجربة الفنية التي تتجاوز حدود الزمن. عودة عبد الحليم حافظ إلى مسرح موازين عبر الهولوغرام هي رسالة بأن الفن الحقيقي لا يموت، وأن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة قوية للحفاظ على تراثنا الثقافي وتقديمه بصورة مبتكرة للأجيال الجديدة نسعى من خلال هذا الحفل إلى خلق لحظة تاريخية لا تُنسى في ذاكرة المهرجان والجمهور العربي، حيث سيعيش الحاضرون تجربة غامرة تجمع بين الحنين إلى الماضي والانبهار بالمستقبل."

 

أصداء واسعة وتفاعل جماهيري

فور الإعلان عن الخبر، شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة عارمة من التفاعل، حيث تصدر وسم #العندليب_في_موازين قائمة المواضيع الأكثر تداولاً في عدد من الدول العربية. وانقسمت آراء الجمهور بين الحماس الشديد لهذه الفكرة المبتكرة، التي ستتيح لهم معايشة حلم رؤية فنانهم المحبوب يغني من جديد، وبين بعض التساؤلات حول قدرة التكنولوجيا على نقل الروح والإحساس الحقيقي الذي كان يميز حفلات العندليب.

 

وأعرب نقاد فنيون عن تفاؤلهم بأن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام تكريم العديد من عمالقة الفن الراحلين بطريقة مشابهة، مما يساهم في الحفاظ على إرثهم الفني حياً ومتجدداً.

 

أكثر من مجرد حفل: دلالات ثقافية وفنية

يتجاوز حفل عبد الحليم حافظ بتقنية الهولوغرام كونه حدثاً ترفيهياً ليحمل دلالات ثقافية وفنية عميقة فهو يطرح نقاشاً مهماً حول العلاقة بين الفن والتكنولوجيا، وكيف يمكن للابتكار أن يخدم التراث. كما يمثل فرصة نادرة لجمهور الشباب للتعرف عن قرب على قيمة فنية بحجم عبد الحليم حافظ، ليس فقط من خلال التسجيلات القديمة، بل عبر تجربة حية تحاكي الواقع.

 

ويُنظر إلى هذا الحدث على أنه اختبار حقيقي لمدى تقبل الجمهور العربي لهذه الصيغة الجديدة من الحفلات، والتي قد تشكل ملامح مستقبل صناعة الترفيه في المنطقة، حيث يلتقي الإرث الفني العريق مع الإمكانيات اللامحدودة للعصر الرقمي.