أعلنت وكالة "فارس" الإيرانية، اليوم، عن وقوع زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر في محافظة سمنان، الواقعة شرقي العاصمة طهران. يأتي هذا الزلزال في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، خاصة مع استمرار الحرب غير المعلنة بين إسرائيل وإيران، مما يثير مخاوف بشأن البنية التحتية الحيوية واحتمالية حدوث أضرار. لم ترد حتى الآن تقارير مفصلة عن الأضرار أو الإصابات المحتملة، ولكن فرق الإنقاذ والإغاثة في حالة تأهب قصوى لتقييم الوضع والاستجابة لأي طارئ. يذكر أن هذه المنطقة شهدت نشاطًا زلزاليًا متزايدًا في الأشهر الأخيرة، مما يزيد من قلق السكان المحليين والسلطات.
وقبل أيام قليلة، أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع زلزال آخر بقوة 2.5 درجة على مقياس ريختر في مدينة قم الإيرانية. تكتسب هذه الحادثة أهمية خاصة نظرًا لقرب مدينة قم من منشأة فوردو النووية، حيث تبعد عنها حوالي 35 كيلومترًا فقط. على الرغم من أن قوة الزلزال كانت محدودة، إلا أنها أثارت تساؤلات حول سلامة المنشآت النووية في المنطقة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المستمرة. لم تصدر السلطات الإيرانية أي بيانات رسمية حول تأثير الزلزال على منشأة فوردو، ولكن المراقبين الدوليين يراقبون الوضع عن كثب.
مخاوف بشأن مخزون صواريخ "آرو 3" الإسرائيلية
في سياق منفصل، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله إن إسرائيل تواجه خطر نفاد مخزونها من صواريخ "آرو 3" الاعتراضية المتطورة. يأتي هذا التحذير في وقت حرج، حيث تواصل إسرائيل حربها ضد إيران ووكلائها في المنطقة. وأكد المسؤول الأمريكي أن إسرائيل "تخاطر بنفاد مخزونها من صواريخ "آرو 3" الاعتراضية المتطورة في الأسابيع المقبلة، إذا لم يحل صراعها مع إيران". هذا النقص المحتمل في القدرات الدفاعية الإسرائيلية يثير مخاوف جدية بشأن قدرتها على التصدي لأي هجوم صاروخي محتمل من إيران أو الجماعات المتحالفة معها.
وأشار المسؤول الأمريكي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن الولايات المتحدة أرسلت مدمرات إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط لتعزيز الدفاعات الإقليمية.
"المدمرات التي أرسلناها تعمل على مقربة كافية من إسرائيل لاعتراض الصواريخ الإيرانية"
. هذا الإجراء يهدف إلى طمأنة إسرائيل وتوفير دعم إضافي في مواجهة التهديدات المتزايدة. كما كشفت الصحيفة الأمريكية أن الولايات المتحدة أرسلت مدمرة إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط لتنضم إلى عدد آخر من المدمرات المتواجدة في البحرين المتوسط والأحمر. هذه التحركات العسكرية الأمريكية تعكس التزام واشنطن بأمن إسرائيل واستعدادها للتدخل لحماية حلفائها في المنطقة.
إن وقوع الزلزال في إيران، بالتزامن مع المخاوف بشأن مخزون صواريخ "آرو 3" الإسرائيلية، يسلط الضوء على الوضع الأمني الهش في المنطقة. تتزايد المخاطر مع استمرار التوترات الإقليمية واحتمالية التصعيد العسكري. يبقى المجتمع الدولي في حالة ترقب، داعيًا إلى ضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأوضاع. من الضروري أن تعمل جميع الأطراف المعنية على خفض التصعيد وإيجاد حلول دبلوماسية للأزمات القائمة، حفاظًا على الأمن والاستقرار في المنطقة.