شهدت أسعار الزيوت في الأسواق المصرية تباينًا ملحوظًا خلال الساعات الأخيرة، حيث استقرت أسعار طن زيت الصويا والأولين والذرة وعباد الشمس، بينما سجلت أسعار لتر الزيت ارتفاعًا في المحال التجارية. يأتي هذا التباين في ظل تقلبات الأسواق العالمية وتأثيرها على الأسعار المحلية، مما يثير تساؤلات حول العوامل التي تقف وراء هذا الارتفاع في سعر التجزئة.

 

أسعار الزيوت الخام بالجملة: استقرار نسبي

 

أفادت مصادر في السوق المصرية باستقرار أسعار الزيوت الخام بالجملة، حيث بلغ سعر طن زيت الصويا الخام حوالي 52 ألف جنيه، بينما وصل سعر طن زيت الصويا المنزوع إلى 53 ألف جنيه. أما سعر طن زيت الصويا المكرر فقد سجل 57500 جنيه. وفيما يتعلق بالزيوت الأخرى، استقر سعر طن زيت الأولين المكرر عند 59 ألف جنيه، وطن زيت الذرة المكرر عند 60 ألف جنيه، وطن زيت عباد الشمس المكرر عند 62 ألف جنيه. ويعكس هذا الاستقرار في أسعار الجملة استقرارًا نسبيًا في تكلفة الإنتاج، إلا أنه لا يفسر بشكل كامل الارتفاع الذي تشهده أسعار التجزئة.

 

ارتفاع أسعار الزيوت في المحال التجارية: نظرة على الأسباب

 

على الرغم من استقرار أسعار الزيوت الخام، إلا أن المستهلكين لاحظوا ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الزيوت في المحال التجارية. ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن البوابة الحكومية لأسعار السلع المحلية والعالمية، بلغ متوسط سعر لتر زيت عباد الشمس حوالي 93.9 جنيهًا، بارتفاع قدره 6.5 جنيهات عن سعره السابق، وتراوحت الأسعار بين 80 و 105 جنيهات للتر. كما بلغ متوسط سعر لتر زيت الذرة حوالي 109.5 جنيهًا، بارتفاع قدره 3 جنيهات عن سعره السابق، وتراوحت الأسعار بين 90 و 120 جنيهًا للتر. يعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، منها ارتفاع تكاليف النقل والتعبئة والتغليف، بالإضافة إلى هامش الربح الذي يضيفه التجار.

 

تأثيرات ارتفاع الأسعار على المستهلك

 

يشكل ارتفاع أسعار الزيوت عبئًا إضافيًا على المستهلكين، خاصة ذوي الدخول المحدودة، حيث يعتبر الزيت سلعة أساسية في كل منزل. وقد يؤدي هذا الارتفاع إلى تقليل الاستهلاك أو البحث عن بدائل أرخص، مما قد يؤثر على جودة الطعام وصحة الأفراد. وتدعو منظمات حماية المستهلك إلى ضرورة تدخل الجهات الرقابية للحد من التلاعب بالأسعار وضمان توفير الزيوت بأسعار عادلة للمستهلكين.

 

توقعات مستقبلية لأسعار الزيوت

 

يبقى مستقبل أسعار الزيوت غير واضح المعالم، حيث يعتمد على عدة عوامل، منها تطورات الأوضاع الاقتصادية العالمية، وتقلبات أسعار صرف العملات، وقرارات الحكومة بشأن الدعم والرقابة. ويتوقع خبراء اقتصاديون استمرار حالة التذبذب في الأسعار خلال الفترة المقبلة، مع إمكانية حدوث ارتفاعات جديدة في حال استمرار الضغوط التضخمية. وينصح الخبراء المستهلكين بترشيد الاستهلاك والبحث عن عروض الأسعار المناسبة، مع مراقبة تطورات السوق واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.