أعلنت السلطات الإسرائيلية، اليوم الجمعة، عن إجلاء ما يزيد على 8 آلاف مستوطن من منازلهم في مناطق مختلفة من إسرائيل منذ بداية الحرب مع إيران.

 

يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد حدة التوتر والقصف الصاروخي المتبادل بين الطرفين، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية في العديد من المدن والبلدات الإسرائيلية.

 

وكشف صندوق التعويضات الإسرائيلي عن أن عدد المستوطنين الذين تم إجلاؤهم بلغ 8190 مستوطناً حتى الآن، وهو رقم مرشح للارتفاع في حال استمرار التصعيد.

 

تسببت الحرب في تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في إسرائيل، حيث توقفت عجلة الإنتاج في العديد من القطاعات وتدهورت قيمة العملة المحلية.

 

وأفادت تقارير إعلامية عبرية بتصاعد وتيرة السرقات وأعمال النهب في البلدات والمستوطنات الإسرائيلية، مستغلة حالة الفوضى والخوف التي تسود بين السكان.

 

ويواجه المستوطنون صعوبات جمة في الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والكهرباء والغذاء، مما يزيد من معاناتهم ويجعلهم أكثر عرضة للخطر.

 

وفي سياق متصل، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن اعتقال قوات الشرطة لمستوطن من مدينة "بات يام" بتهمة السرقة في موقع سقوط صاروخ إيراني.

 

وأوضحت الإذاعة أن المستوطن أُفرج عنه لاحقاً، لكنه اعتُقل مرة أخرى بعد محاولته سرقة محل تجاري في تل أبيب تضرر جراء القصف.

 

تعكس هذه الحوادث حالة اليأس والإحباط التي يعيشها بعض المستوطنين، والذين يلجأون إلى أعمال غير قانونية في محاولة يائسة لتأمين احتياجاتهم الأساسية.

 

"إن الوضع الحالي صعب للغاية، ونحن نشعر بالخوف والقلق على مستقبلنا ومستقبل أطفالنا.

 

يجب على الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها وأن توفر لنا الحماية والدعم اللازمين."

 

إلى جانب ذلك، أثار اعتقال مستوطن بتهمة دعم إيران على منصة "تيك توك" جدلاً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية.

 

ونشر وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير فيديو للحظة الاعتقال، معلقاً بالقول:

 

"دعم إيران وخامنئي على تيك توك، فجاءه محققو منطقة القدس واعتقلوه. هذا كل شيء."

 

ويعكس هذا الحادث حالة الاستقطاب السياسي والاجتماعي الحادة التي تشهدها إسرائيل، حيث تتصاعد الاتهامات بالخيانة والعمالة بين مختلف الفئات والتيارات.

 

تتزايد المخاوف من استمرار التصعيد بين إسرائيل وإيران، وتداعياته الوخيمة على المنطقة بأسرها.

 

ويطالب العديد من المراقبين الدوليين بضرورة وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.

 

وفي الوقت نفسه، يواجه المستوطنون الإسرائيليون مستقبلاً مجهولاً، حيث يضطر الآلاف منهم إلى مغادرة منازلهم والبحث عن ملاذ آمن في مناطق أخرى.

 

ويبقى السؤال المطروح: إلى متى سيستمر هذا الوضع المأساوي؟