في خطوة تعكس رغبة الإدارة الحالية لنادي الزمالك في تدعيم صفوف الفريق الأول لكرة القدم بعناصر الخبرة، دخل مسؤولو القلعة البيضاء في مرحلة متقدمة من المفاوضات الجادة لإعادة لاعب خط الوسط الدولي وقائد الفريق السابق، طارق حامد، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
وتأتي هذه التحركات في ظل انتهاء عقد اللاعب مع ناديه الحالي، ضمك السعودي، بنهاية الموسم الجاري، مما يجعله لاعباً حراً ويفتح الباب أمام عودته إلى بيته القديم. وقد أكدت مصادر مطلعة داخل النادي أن هناك رغبة قوية ومتبادلة بين الطرفين لإتمام الصفقة، حيث يرى مجلس الإدارة في حامد قائداً ضرورياً داخل الملعب وخارجه، بينما يبدي اللاعب حماساً كبيراً لإنهاء مسيرته الكروية بقميص الفارس الأبيض الذي شهد أفضل فتراته.
تفاصيل العرض المالي وشروط التعاقد
كشفت مصادر خاصة أن العرض الذي قدمه نادي الزمالك لطارق حامد يتضمن عقداً يمتد لموسم واحد قابل للتجديد بناءً على أداء اللاعب ومشاركته في عدد محدد من المباريات.
وعلى الصعيد المالي، يتضمن العرض راتباً سنوياً يُعد من بين الأعلى في فئة اللاعبين المصريين بالدوري المحلي، ولكنه يقل نسبياً عما كان يتقاضاه اللاعب في الدوري السعودي
وهو ما أبدى حامد تفهماً له في إطار رغبته بالعودة. ولا يقتصر العرض على الجانب المادي فقط، بل يشمل أيضاً وعوداً بمنح اللاعب دوراً قيادياً بارزاً في الفريق، بالإضافة إلى إمكانية منحه منصباً إدارياً أو فنياً داخل النادي بعد اعتزاله، تقديراً لتاريخه الطويل وإخلاصه للكيان الأبيض خلال فترة ولايته الأولى.
العقبة الرئيسية: مستحقات متأخرة وخلافات سابقة
على الرغم من التقدم الكبير في المحادثات ووجود توافق مبدئي على معظم البنود، تظل هناك عقبة رئيسية قد تؤخر الإعلان الرسمي عن الصفقة. تتمثل هذه العقبة في وجود مستحقات مالية متأخرة للاعب لدى النادي عن فترة احترافه السابقة، قبل رحيله إلى نادي اتحاد جدة. ويصر وكيل اللاعب على ضرورة تسوية المستحقات المالية المتأخرة بالكامل أو جدولتها بشكل رسمي ومُلزم قبل توقيع العقد الجديد، كضمانة لحقوق اللاعب وتجنباً لتكرار المشكلات السابقة.
وتعمل الإدارة الحالية بجدية على إيجاد حل لهذه الأزمة التي ورثتها عن مجالس سابقة، حيث تُجرى اتصالات مكثفة مع وكيل اللاعب للوصول إلى صيغة اتفاق ترضي جميع الأطراف وتمهد الطريق لإتمام الصفقة بنجاح.
رؤية فنية ودور منتظر في الفريق
من الناحية الفنية، يأتي الإصرار على ضم طارق حامد بناءً على طلب مباشر من الجهاز الفني للفريق، الذي يرى ضرورة وجود لاعب بخصائصه في منطقة وسط الملعب. فالفريق عانى في بعض الفترات من غياب القائد المحوري الذي يمتلك الروح القتالية والقدرة على ضبط إيقاع اللعب وتوجيه زملائه.
ويُنظر إلى عودة حامد على أنها ستوفر دعماً قوياً للاعبين الحاليين في نفس المركز، مثل نبيل عماد "دونجا"، حيث سيشكل حامد إضافة خبرة لا تقدر بثمن، وسيكون بمثابة الموجه والمرشد للاعبين الشباب في الفريق، مما يساهم في رفع المستوى العام واستعادة التوازن المفقود في وسط الميدان.
"طارق حامد ليس مجرد لاعب، بل هو قائد بالفطرة ووجوده في غرفة الملابس سيمنح الفريق دفعة معنوية هائلة. الجهاز الفني يرى فيه القطعة المفقودة لإعادة التوازن لخط الوسط ومنح الثقة للاعبين الشباب، فضلاً عن قدرته على حسم المباريات الكبرى بخبرته وشخصيته القوية."
ويبقى حسم الصفقة معلقاً على قدرة إدارة الزمالك على تجاوز العقبة المالية المتبقية، حيث يترقب جمهور القلعة البيضاء بفارغ الصبر الإعلان الرسمي عن عودة "المقاتل" لصفوف الفريق.
وتفيد المؤشرات بأن الإعلان قد يتم خلال الأسابيع القليلة القادمة، وذلك قبل بدء فترة الإعداد للموسم الجديد، لتكون عودة حامد هي أولى الصفقات الكبرى التي تبرمها الإدارة الجديدة استعداداً لموسم يأمل فيه الجمهور استعادة لقب الدوري والمنافسة بقوة على كافة البطولات المحلية والقارية.