في تطور خطير يأتي في ظل تصاعد الأحداث بين إيران وإسرائيل، تعرض مستشفى سوروكا الرئيسي في جنوب إسرائيل، اليوم الخميس، لإصابة مباشرة بصاروخ إيراني، مما أدى إلى انهياره بشكل كامل. أفادت وسائل إعلام عبرية بوقوع حالة من الذعر الشديد داخل المستشفى، حيث هرع المرضى والأطقم الطبية بحثًا عن ملجأ. يأتي هذا الهجوم بعد أيام من تبادل الضربات بين البلدين، مما يزيد من المخاوف بشأن اندلاع صراع إقليمي أوسع.
استهدف الصاروخ الإيراني عدة أقسام في المستشفى، مما أسفر عن تسرب مواد خطرة في أحد الطوابق. ونتيجة لذلك، اضطرت إدارة مستشفى سوروكا إلى تنفيذ إخلاء كامل للمبنى، حفاظًا على أرواح المرضى والطواقم الطبية. عمليات الإخلاء تجري وسط حالة من الفوضى والارتباك، حيث يتم نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى في المنطقة. فرق الإنقاذ والإطفاء تعمل على احتواء التسرب الخطير وتقييم الأضرار الناجمة عن القصف.
من جانبها، أكدت وكالة الأنباء الإيرانية أن القصف استهدف مقر القيادة والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المتمركز داخل حرم المستشفى. لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حول هذه الادعاءات. يذكر أن مستشفى سوروكا يعد مركزًا طبيًا حيويًا في منطقة النقب، ويقع في قلب مدينة بئر السبع. كما أنه يعتبر مركزًا عسكريًا رئيسيًا لعلاج الضباط المصابين من الحرب في غزة، ويتبع لمجموعة خدمات الصحة الشاملة "كلاليت".
ما هو مستشفى سوروكا؟
يخدم المستشفى أكثر من مليون شخص من جنوب البلاد، من كريات جات وأشكلون وصولًا إلى إيلات. يعد المستشفى الثالث في إسرائيل من حيث الحجم، إذ يضم 1191 سريرًا ويمتد على مساحة 286 دونمًا. هناك علاقة وثيقة بين المستشفى مع جامعة بن جوريون في النقب حولته إلى صرح أكاديمي طبي. يتلقى أكثر من 1000 طالب تدريباتهم السريرية سنويًا ضمن كليّة العلوم الصحية الواقعة في الحرم الجامعي نفسه.
ماذا حدث بين إيران وإسرائيل؟
لم يكن هذا القصف الأول من إيران على إسرائيل، فقد بدأ التصعيد منذ أيام. تعرضت مدن تل أبيب، رمات غان، حولون، وبئر السبع إلى ضربات صاروخية متتالية، أسفر عنها وقوع العديد من عشرات الإصابات وأضرار مادية جسيمة، أبرزها تدمير جزء من مبنى البورصة في رمات غان. بدأت الأزمات ودخلت إسرائيل وإيران في مواجهة مباشرة، حينما شنت الأولى هجماتها على الجمهورية الإسلامية، ما أسفر عن مصرع قادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين، بينهم نساء وأطفال إيرانيون، وفق طهران. وهدد رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بضرب كل هدف للنظام الإيراني، مضيفًا أن الضربات الإسرائيلية وجهت ضربة حقيقية للبرنامج النووي الإيراني.