باريس - في خطوة مفاجئة تهدف إلى نزع فتيل التوتر المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط، كلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير خارجيته، ستيفان سيجورنيه، بإطلاق مبادرة دبلوماسية عاجلة تهدف إلى التوصل إلى تسوية شاملة تنهي النزاع المستمر بين إيران وإسرائيل. يأتي هذا التحرك في أعقاب تصاعد حدة الخطاب بين البلدين وتبادل الاتهامات المتبادلة، ما يثير مخاوف جدية من انزلاق المنطقة إلى صراع أوسع نطاقًا. وتأمل فرنسا في أن تلعب دور الوسيط النزيه والموثوق به، مستغلة علاقاتها المتميزة مع كلا الطرفين، لتقريب وجهات النظر وتسهيل الحوار البناء.
تهدف المبادرة الفرنسية إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاع، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني، والدعم الإيراني للجماعات المسلحة في المنطقة، والمخاوف الإسرائيلية بشأن أمنها القومي. ومن المتوقع أن تشمل المبادرة سلسلة من اللقاءات الثنائية ومتعددة الأطراف مع مسؤولين من إيران وإسرائيل ودول إقليمية ودولية أخرى معنية. ويشدد القصر الرئاسي الفرنسي على أن المبادرة تهدف إلى تحقيق سلام دائم ومستدام في المنطقة، وليس مجرد حلول مؤقتة أو تكتيكية. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة اختبار حقيقي للدبلوماسية الفرنسية وقدرتها على التأثير في الأحداث الإقليمية.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، عن استعداده الكامل لتنفيذ المهمة الموكلة إليه، مؤكدًا على أهمية الحوار والتفاوض كوسيلة وحيدة لحل النزاعات.
"فرنسا ملتزمة بتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. سنبذل قصارى جهدنا لتقريب وجهات النظر بين إيران وإسرائيل والتوصل إلى حلول مرضية للطرفين،"
قال سيجورنيه في تصريح صحفي مقتضب. وأضاف أن المبادرة الفرنسية ستعتمد على التعاون الوثيق مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
تلقى الإعلان عن المبادرة الفرنسية ردود فعل متباينة. رحبت بعض الدول العربية والاتحاد الأوروبي بالخطوة الفرنسية، معتبرين إياها فرصة حقيقية لتهدئة التوترات في المنطقة. بينما لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن من إيران أو إسرائيل. ومع ذلك، أعرب بعض المحللين عن شكوكهم في نجاح المبادرة، مشيرين إلى تعقيد النزاع وتصلب المواقف بين الطرفين. ويرى آخرون أن التوقيت غير مناسب، خاصة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المتوترة التي تشهدها المنطقة والعالم.
يبقى مصير المبادرة الفرنسية معلقًا. ومع ذلك، فإن مجرد إطلاقها يمثل خطوة إيجابية نحو إيجاد حل سلمي للنزاع الإيراني الإسرائيلي. وسيكون من الضروري متابعة التطورات عن كثب وتقييم مدى استعداد الطرفين للانخراط في حوار جاد وبناء. وتعتبر فرنسا أن هذه المبادرة هي جزء من جهودها المستمرة لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتؤكد على التزامها بالعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف. وتأمل باريس في أن تساهم هذه الخطوة في فتح صفحة جديدة من العلاقات بين إيران وإسرائيل، تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.