في تطور مفاجئ يثير المخاوف من تصعيد خطير، طالب الجيش الإسرائيلي المواطنين الإيرانيين المتواجدين في المنطقة الثالثة بالعاصمة طهران بمغادرة المنطقة على الفور. يأتي هذا الإعلان وسط تصاعد حدة التوتر بين إيران وإسرائيل، وتبادل الاتهامات والهجمات الصاروخية بين الطرفين. لم يقدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل إضافية حول أسباب هذا التحذير، إلا أن المراقبين يرون فيه إشارة إلى احتمال شن ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة على أهداف محددة داخل طهران، وتحديدًا في المنطقة المشار إليها.
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، أن "هذه الحرب لا تستهدف إيران فقط بل جميع الأعراف والقوانين الدولية". وأوضحت الخارجية الإيرانية، في بيان رسمي، أن "كافة الدول الملتزمة بالقوانين الدولية مطالبة بإدانة الجرائم والعمل على وقف الاعتداءات"، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. وشددت الوزارة على أن إيران تحتفظ بحق الرد على أي عدوان يستهدف أراضيها أو مصالحها.
إلى ذلك، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء بأن الحرس الثوري الإيراني استخدم في هجوم حيفا وتل أبيب "عدداً أكبر من الصواريخ فرط الصوتية مقارنة بهجمات سابقة". وأكدت الوكالة أن الحرس الثوري الإيراني استخدم صواريخ ذات سرعة عالية وقدرة تدميرية كبيرة في الهجوم. كما أكد الحرس الثوري الإيراني أن الهجمات المقبلة ستشهد استخداماً أكبر للصواريخ فرط الصوتية "لضمان اختراق الدفاعات الجوية". ويعتبر استخدام الصواريخ فرط الصوتية تطوراً نوعياً في القدرات العسكرية الإيرانية، حيث يصعب اعتراض هذه الصواريخ بسبب سرعتها الفائقة وقدرتها على المناورة.
وفي وقت سابق من اليوم، أصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً بشأن الموجة الثامنة من عملية "الوعد الصادق 3". وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن العلاقات العامة للحرس الثوري أعلنت أنه تم إطلاق موجة جديدة من الهجمات الصاروخية للقوة الجو- فضائية التابعة للحرس، "قبل لحظات، وقد جاءت هذه الموجة أقوى وأشدّ من سابقاتها".
وجاء في البيان: “في هذه العملية، تم استهداف منظومات القيادة والسيطرة التابعة للكيان الصهيوني الغاشم، باستخدام أساليب حديثة، والاستفادة من قدرات استخبارية وتجهيزية متطورة، تم تعزيزها بجهود الشهداء باقري، سلامي، حاجي زاده، وسائر شهداء القوة الجو-فضائية للحرس، ما أدى إلى حدوث خلل في منظومات الدفاع الجوي متعددة الطبقات للعدو، لدرجة أن منظوماته الدفاعية استهدفت بعضها البعض”.
يتصاعد القلق الدولي بشأن الوضع المتدهور بين إيران وإسرائيل، مع تحذيرات متزايدة من خطر اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق. وتدعو العديد من الدول إلى ضبط النفس وخفض التصعيد، والعودة إلى طاولة المفاوضات لحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية. إلا أن استمرار تبادل الاتهامات والهجمات الصاروخية، بالإضافة إلى التحذيرات المتبادلة، يشير إلى أن الأزمة قد تتجه نحو مزيد من التصعيد في الأيام القادمة. ويبقى مصير المدنيين الإيرانيين في المنطقة الثالثة بطهران مجهولاً في ظل هذه التطورات المتسارعة.