مع حلول الأعياد المباركة، التي تمثل مناسبات للفرح والبهجة والتجمعات العائلية، تسيطر حالة من الترقب والقلق على قلوب عشاق كرة القدم المصرية فبدلاً من أن تكون هذه الأوقات مصدراً للسعادة، ارتبطت في أذهان الجماهير بسلسلة من الذكريات المؤلمة والإخفاقات الكروية التي تعرض لها المنتخب الوطني الأول هذه النتائج السلبية، التي تزامنت بشكل لافت مع أيام عيد الأضحى وعيد الفطر، حولت الاحتفالات إلى مناسبات للحسرة، ورسخت في الذاكرة الجمعية ارتباطاً شرطياً بين الأعياد وخيبات الأمل الكروية، لعل أبرزها وأقساها على الإطلاق الهزيمة المذلة أمام غانا بسداسية تاريخية.

 

بداية السلسلة أمام الدنمارك

 

لم تكن هذه الظاهرة وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى مطلع الألفية الجديدة، وتحديداً في عيد الأضحى لعام 2003. ففي يوم 12 فبراير 2003، الذي وافق ثاني أيام العيد، استضاف المنتخب المصري نظيره الدنماركي في مباراة ودية كان من المفترض أن تكون احتفالية. إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، حيث تلقى الفراعنة هزيمة قاسية بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف واحد ورغم أن المباراة كانت ودية، إلا أن توقيتها وحجم النتيجة تركا أثراً سلبياً في نفوس الجماهير، وسجل هدف مصر الوحيد آنذاك قائد المنتخب السابق أحمد حسن، ليكون هذا اللقاء بمثابة الشرارة الأولى لسلسلة من النتائج المحبطة في الأعياد.

 

خيبة الأمل الأفريقية أمام الكاميرون

 

بعد عام واحد فقط، تجددت الأحزان في مناسبة عيد الأضحى مرة أخرى، ولكن هذه المرة في محفل رسمي هو بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في تونس عام 2004. دخل منتخب مصر مباراته الحاسمة في دور المجموعات أمام منتخب الكاميرون وهو بحاجة ماسة إلى تحقيق الفوز لضمان العبور إلى الدور ربع النهائي. أقيم اللقاء في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، وسط آمال عريضة من الجماهير لكن المنتخب قدم أداءً باهتاً وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي (0-0)، وهي النتيجة التي أطاحت بالفراعنة خارج البطولة مبكراً هذا التعادل كان بطعم الهزيمة، حيث قضى على طموحات جيل كامل في تحقيق إنجاز قاري، وضاعف من شعور المرارة لدى المشجعين الذين كانوا يمنون النفس بفرحة كروية تكتمل بها فرحة العيد.

 

سداسية كوماسي.. الجرح الأعمق في تاريخ الفراعنة

 

تظل الهزيمة أمام غانا هي الذكرى الأكثر إيلاماً وجرحاً في تاريخ الكرة المصرية الحديث، والتي حولت أول أيام عيد الأضحى المبارك لعام 2013 إلى يوم حالك السواد. في ذهاب المرحلة الفاصلة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، حل المنتخب المصري ضيفاً على منتخب غانا في مدينة كوماسي. دخل الفراعنة اللقاء مدعومين بسلسلة انتصارات كاملة في دور المجموعات، مما رفع سقف الطموحات إلى عنان السماء لكن ما حدث كان بمثابة صدمة مدوية، حيث تلقى المنتخب هزيمة تاريخية ومذلة بنتيجة ستة أهداف مقابل هدف واحد (6-1).

 

قضت هذه السداسية، التي أطلق عليها "كارثة كوماسي"، بشكل شبه كامل على حلم المصريين في التأهل للمونديال بعد غياب طويل، وجعلت من هذا العيد ذكرى أليمة محفورة في ذاكرة كل مصري.

 

هزيمة المونديال في عيد الفطر

 

لم تقتصر لعنة الأعياد على عيد الأضحى فقط، بل امتدت لتشمل عيد الفطر أيضاً، وفي أكبر محفل كروي عالمي. فبعد غياب دام 28 عاماً، عاد منتخب مصر للمشاركة في كأس العالم في نسخة 2018 بروسيا. جاءت المباراة الافتتاحية للفراعنة أمام منتخب الأوروغواي في يوم الجمعة 15 يونيو 2018، والذي وافق أول أيام عيد الفطر.

 

ورغم الأداء الدفاعي المنظم الذي قدمه المنتخب، تلقت شباكه هدفاً قاتلاً في الدقيقة 89 من رأسية المدافع خوسيه خيمينيز هذه الهزيمة بهدف نظيف في الدقائق الأخيرة، وفي ظل غياب النجم محمد صلاح عن التشكيلة الأساسية، كانت بمثابة ضربة قاصمة أفسدت فرحة العيد وألقت بظلال من الحزن على عودة مصر المنتظرة إلى الساحة العالمية.