أكد اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن السيناريو الأقرب في التصعيد العسكري الحالي بين إسرائيل وإيران يتجه نحو تنفيذ ضربة إيرانية ثانية، وذلك في ظل ما وصفه بحالة الارتباك والذعر التي تسود الأوساط الإسرائيلية. وأشار فرج إلى أن التهديدات المتكررة التي يطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا تعكس الواقع على الأرض، وتتجاهل حجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل جراء الهجوم الإيراني الأخير.

 

جاءت تصريحات اللواء فرج خلال استضافته في برنامج "حضرة المواطن" الذي يقدمه الكاتب الصحفي سيد علي على قناة "الحدث اليوم". وشدد فرج على أن إسقاط طائرتين من طراز F-35 يمثل ضربة قاسية لسلاح الجو الإسرائيلي، ويعكس قدرة إيران على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة. واعتبر أن هذا الأمر يُعد كارثة كبرى على المستوى العسكري، ويُلحق ضررًا بالغًا بهيبة سلاح الجو الإسرائيلي الذي طالما اعتُبر الأقوى في المنطقة.

 

تحليل الخسائر الإسرائيلية وتقدير القدرات الإيرانية

 

أوضح فرج أن حجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل لم يتم الإعلان عنها بشكل كامل، وأن هناك محاولات للتعتيم على بعض الحقائق. وأضاف أن الهجوم الإيراني، رغم أنه كان متوقعًا، إلا أنه كشف عن نقاط ضعف في الدفاعات الإسرائيلية، وأظهر قدرة إيران على توجيه ضربات دقيقة ومؤثرة. وأشار إلى أن إيران تمتلك ترسانة صاروخية كبيرة ومتنوعة، وأنها قادرة على مواصلة الضغط على إسرائيل في حال استمرار التصعيد.

 

وتابع فرج قائلاً:

"نتنياهو يهدد.. والحل في النهاية سيكون عبر المفاوضات. التهديدات المتكررة لإيران متجاهلًا حجم الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها إسرائيل."

وأكد أن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة لن تجدي نفعًا، وأن الحل الوحيد للأزمة يكمن في العودة إلى طاولة المفاوضات والبحث عن حلول دبلوماسية تضمن الأمن والاستقرار للجميع.

 

التدخل الدولي المرتقب والحل الدبلوماسي

 

وتوقع اللواء فرج أن يستمر التصعيد بين إيران وإسرائيل لمدة تتراوح بين يومين وأربعة أيام قبل أن تتدخل القوى الكبرى لاحتواء الأزمة. وأشار إلى أن روسيا ستكون في مقدمة الدول التي ستسعى للوساطة بين الطرفين، نظرًا لعلاقاتها الجيدة مع كل من إيران وإسرائيل. وأكد أن الحل في النهاية سيكون دبلوماسيًا عبر المفاوضات، وأن جميع الأطراف ستضطر إلى تقديم تنازلات من أجل تجنب حرب شاملة قد تكون لها عواقب وخيمة على المنطقة والعالم.

 

واختتم فرج حديثه بالتأكيد على أن المنطقة لا تحتمل المزيد من الصراعات والتوترات، وأن الحوار والتفاهم هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على جميع الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات والبحث عن حلول عادلة ومستدامة.