تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيداً حاداً بعد سلسلة هجمات استهدفت مواقع عسكرية ونووية في إيران، حيث اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف وراءها. أعلن إبراهيم رضائي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن "الكيان الإسرائيلي بدأ في إرسال طلبات إلى عدة دول لوقف ضرباتنا"، في تصعيد للغة الخطاب بين البلدين. يأتي هذا وسط تحذيرات أمريكية لإيران من استهداف مصالحها في المنطقة، وإعلان عن نقل بعض الدفاعات الأمريكية من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.

 

وفي تطور آخر، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلغاء المفاوضات النووية مع أمريكا، مؤكداً أنه "لا مبرر لها مع استمرار الهجمات الإسرائيلية الهمجية". وأضاف عراقجي أن "قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصبح ذريعة بيد الكيان الصهيوني لمهاجمة منشآتنا النووية"، مطالباً المجتمع الدولي بإدانة هذه الأعمال والضغط على إسرائيل لوقف ما وصفه بـ "عدوانها". وشدد على أن "مهاجمة منشآتنا النووية غير قانونية وعلى المجتمع الدولي محاسبة الكيان الإسرائيلي على ذلك"، داعياً الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي لاتخاذ موقف مسؤول تجاه الاعتداءات.

 

التهديد بإغلاق مضيق هرمز: بالتزامن مع هذه التطورات، كشف البرلمان الإيراني عن دراسة "جدية" لإغلاق مضيق هرمز البحري، وهو ممر حيوي لعبور النفط العالمي. ونقلت وكالة رويترز عن عضو في البرلمان الإيراني قوله: "ندرس بجدية إغلاق مضيق هرمز البحري". وأكد العميد إسماعيل كوثري من القوات المسلحة الإيرانية أن "إغلاق مضيق هرمز قيد الدراسة وسنتخذ القرار الأمثل بكل حزم". هذا التهديد يثير مخاوف بشأن تأثيره المحتمل على أسواق الطاقة العالمية والاقتصاد العالمي.

 

تفاصيل الهجمات في إيران: أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية حساسة في عدد من المحافظات الإيرانية. وذكرت وكالة فارس الإيرانية أن قاعدة نوجه الجوية في همدان تعرضت لهجومين صاروخيين، فيما تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن وقوع خمسة انفجارات في مدينة تبريز، مؤكدة أن مصفاة تبريز لا تزال تعمل بشكل طبيعي، ونفت الأنباء المتداولة حول استهدافها. كما أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع انفجارات عنيفة في عدد من المدن الإيرانية، بينها تبريز وخرم آباد وكرمانشاه.

 

ردود الفعل الدولية: أعرب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث عن قلق بلاده إزاء التطورات في الشرق الأوسط، مؤكداً أن الرئيس ترامب يراقب الوضع عن كثب. وقال هيجسيث: "نتابع ما يجري في الشرق الأوسط والرئيس ترامب يراقب عن كثب". وأضاف: "ملتزمون بشدة بحماية رعايانا في المنطقة، ونحذر إيران من استهداف مصالحنا في المنطقة. نقوم بنقل بعض دفاعاتنا من أوكرانيا إلى منطقة الشرق الأوسط". هذه التصريحات تعكس حالة التأهب والقلق الدوليين إزاء التصعيد المتزايد بين إيران وإسرائيل، وتداعياته المحتملة على الأمن والاستقرار الإقليميين.