في مثل هذا اليوم من عام 1940، ولدت في الإسكندرية أيقونة الجمال والأناقة، زبيدة ثروت، التي لقبت بـ"سندريلا الشاشة" و"قطة السينما". لم تكن مجرد وجه جميل، بل كانت خريجة حقوق وعضوة في نقابة المحامين، جمعت بين سحر الفن وشغف القانون اشتهرت بعينيها الساحرتين اللتين أسرتا قلوب الجماهير، وتركت بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما المصرية.

بدأت رحلتها الفنية بعد فوزها في مسابقة "أجمل عينين" التي نظمتها مجلة الجيل، لتنهال عليها العروض من كبار المخرجين والمنتجين ورغم معارضة جدها المحامي لدخولها عالم الفن، إلا أن شغفها بالتمثيل انتصر، وسرعان ما أثبتت موهبتها وقدرتها على تجسيد مختلف الأدوار بإتقان كان فيلم "دليلة" نقطة انطلاقها، حيث وقفت أمام الكاميرا للمرة الأولى، وتلقت درساً قيماً من الفنانة شادية التي دعمتها وشجعتها.

 

"الملاك الصغير" كان الفيلم الذي رسخ مكانتها كنجمة جماهيرية، حيث أبدعت في دور فتاة مصابة بالشلل، وأبكت الجمهور بأدائها المؤثر. استطاعت أن تثبت أنها ليست مجرد وجه جميل، بل فنانة قادرة على تجسيد المشاعر الإنسانية بصدق وعمق. تعاونت مع كبار النجوم، وقدمت أعمالاً خالدة لا تزال محفورة في ذاكرة السينما المصرية.

 

تزوجت زبيدة ثروت من المنتج صبحي فرحات، وتوقفت عن التمثيل لفترة لتربية بناتها الأربع، ريم ورشا ومها وقسمت. لم تكتفِ بدور الأم، بل درست الماجستير وعادت إلى العمل الإعلامي كمقدمة برامج إذاعية وتلفزيونية. أنتج لها زوجها فيلمين هما "أيام معه" و"في سبيل الحرية"، قبل أن تعود إلى السينما وتشارك في عدد من الأفلام المميزة.

 

قدمت زبيدة ثروت خلال مسيرتها الفنية خمسة عشر فيلماً وست مسرحيات، من أبرزها "في بيتنا رجل" الذي نالت عنه جائزة من الرئيس جمال عبد الناصر، و"يوم من عمري" مع عبد الحليم حافظ، و"الأحضان الدافئة"، و"الحب الضائع".

 

ورغم اعتزالها الفن في فترة لاحقة، إلا أن أعمالها ظلت حاضرة ومؤثرة، وشكلت جزءاً هاماً من تاريخ السينما المصرية"في فيلم 'شمس لا تغيب' فقد اقتضت أحداث الفيلم أن أتعثر في حجر على قمة تل في صحراء الفيوم وأصاب بالعمى من صدمة رأسى بحجر، وكان يمكن أن أستعين بدوبليرة فى الدحرجة لكنى رفضت وكان المشهد من أروع ما قدمت."

توفيت زبيدة ثروت عام 2016 بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، تاركة وراءها إرثاً فنياً عظيماً وذكرى لا تُمحى في قلوب محبيها.