تشهد الأسواق العالمية اضطرابات حادة مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، ولا يختلف حال سوق العملات المشفرة عن باقي الأسواق المالية، حيث يتأثر بشدة بالعوامل الجيوسياسية، لا سيما في ظل المخاطر المرتفعة وعدم اليقين. هذه التوترات المتصاعدة تلقي بظلالها على مستقبل العملات الرقمية، وتثير تساؤلات حول دورها كملاذ آمن في أوقات الأزمات. المستثمرون يراقبون عن كثب التطورات الجيوسياسية وتأثيرها المحتمل على قيمة الأصول الرقمية. حالة من الترقب تسود أوساط المتداولين، في انتظار إشارات واضحة تحدد مسار السوق في الأيام المقبلة.

 

زيادة الإقبال على العملات الرقمية كملاذ آمن

 

من جانبه، أكد الدكتور نبيل فرج، خبير أسواق المال، أنه في أوقات الأزمات، يلجأ بعض المستثمرين إلى البيتكوين باعتباره "ذهبًا رقميًا"، حيث شهد السوق سابقًا تدفقات استثمارية وقت الأزمات العالمية (مثل غزو روسيا لأوكرانيا). خلال الأيام الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية، لوحظت تحركات صاعدة في عملات مثل البيتكوين والإيثيريوم، بدعم من مخاوف التضخم وهروب رؤوس الأموال من الأسواق التقليدية. هذه الظاهرة تعكس ثقة متزايدة في العملات الرقمية كبديل للأصول التقليدية في أوقات عدم الاستقرار.

 

تقلبات حادة في الأسعار

 

وأضاف فرج أن الحرب تزيد من حالة عدم الاستقرار، مما ينعكس على تقلبات كبيرة في أسعار العملات الرقمية، سواء صعودًا أو هبوطًا، بحسب تطورات الميدان وردود الأفعال السياسية والاقتصادية.

 

"الحرب تزيد من حالة عدم الاستقرار، مما ينعكس على تقلبات كبيرة في أسعار العملات الرقمية"

هذه التقلبات تجعل التداول في العملات الرقمية أكثر خطورة، ولكنها في الوقت نفسه تخلق فرصًا للمستثمرين الذين يجيدون التعامل مع المخاطر. يجب على المستثمرين توخي الحذر وإجراء البحوث اللازمة قبل اتخاذ أي قرار استثماري.

 

تأثير العقوبات والرقابة المالية

 

وأشار نبيل فرج إلى أن تصعيد الحرب قد يؤدي إلى عقوبات أمريكية وغربية جديدة تشمل قطاعات مصرفية أو دول متحالفة مع الطرفين، ما يدفع بعض الأطراف للجوء إلى العملات المشفرة كأداة للتمويل أو التحايل على القيود.

 

تصعيد الحرب قد يؤدي إلى عقوبات أمريكية وغربية جديدة تشمل قطاعات مصرفية أو دول متحالفة مع الطرفين. هذا السيناريو يثير مخاوف بشأن استخدام العملات الرقمية في أنشطة غير قانونية، ويدعو إلى تشديد الرقابة عليها. ومع ذلك، يرى البعض أن هذه العقوبات قد تزيد من جاذبية العملات الرقمية كبديل للنظام المالي التقليدي.

 

أهم التوقعات المستقبلية: استمرار صعود البيتكوين في حال توسعت الحرب

 

ونوه بأن المستثمرين التقليديين قد يبتعدون مؤقتًا عن الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية، مما يؤدي إلى عمليات بيع قصيرة الأجل. ومع ذلك، توقع نبيل فرج الخبير في أسواق المال أنه إذا استمرت الحرب أو اتسعت رقعتها الإقليمية، من المتوقع أن ترتفع أسعار العملات الكبرى، خاصة البيتكوين، كتحوّط ضد الأزمات.

 

الحرب الإيرانية الإسرائيلية قد تكون بمنزلة عامل محفز لتحركات قوية داخل سوق العملات الرقمية. بين التقلبات العالية وفرص الملاذ الآمن، تتغير النظرة إلى العملات المشفرة من مجرد أداة مضاربة إلى وسيلة مالية بديلة وقت الأزمات. ومع ذلك، تبقى التوقعات مرهونة بتطورات الحرب، ومدى استقرار الأسواق العالمية في وجه هذه العاصفة الجيوسياسية.