دخلت الدبلوماسية الإسرائيلية حالة تأهب قصوى، اليوم الجمعة، بعد إعلان تل أبيب عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق بزعم "إزالة التهديد الإيراني". وأطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية سلسلة اتصالات مكثفة مع دول العالم بهدف شرح دوافع العملية وتأمين الدعم الدولي لها. يأتي هذا التحرك الدبلوماسي بالتزامن مع إعلان حالة الطوارئ في إسرائيل وشن غارات جوية مكثفة على أهداف داخل إيران.
وتصف إسرائيل العملية بأنها "ضرورية" للدفاع عن نفسها من خطر "الإبادة" الوشيك، بينما يرى مراقبون أنها تصعيد خطير ينذر بتوسع الصراع في المنطقة.
وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بياناً رسمياً أكدت فيه أن وزير الخارجية، جدعون ساعر، يجري اتصالات هاتفية مكثفة مع نظرائه حول العالم لشرح "قرار مجلس الوزراء بإزالة التهديد الإيراني بالإبادة" والإجراءات التي اتخذها الجيش الإسرائيلي.
وأضاف البيان أن الوزارة بدأت العمل في إطار الطوارئ، وقامت بفتح غرفة عمليات لإدارة جميع البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية حول العالم وستواصل البعثات الدبلوماسية عملها دبلوماسياً وإعلامياً في جميع المجالات، بما يضفي الشرعية الدبلوماسية على العملية العسكرية وتأمل إسرائيل من خلال هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة الحصول على تفهم ودعم دوليين للعملية العسكرية الجارية.
وأوضحت الخارجية الإسرائيلية أن إحدى أولى المحادثات التي أجراها ساعر كانت مع وزير الخارجية الألماني يوهان دافيد فادفول، حيث أبلغه بقرار مجلس الوزراء بالإجماع ما وصفه بـ "إزالة خطر الإبادة الوشيك عن شعبنا، وبإجراء جيش الدفاع الإسرائيلي".
وقال ساعر لنظيره الألماني: "اتخذنا هذا القرار في اللحظة الأخيرة، بعد استنفاد جميع السبل الأخرى، لقد رأى العالم أجمع وفهم أن الإيرانيين لم يكونوا مستعدين للتوقف، وكان علينا إيقافهم، وأوضح أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الانتهاكات الإيرانية الخطيرة."
وشدد ساعر على أن إسرائيل تتوقع أياماً صعبة، لكنه أكد أنه "ليس لديهم خيار آخر".
وجاءت هذه التحركات الدبلوماسية بعد إعلان إسرائيل فجر اليوم الجمعة عن شن هجوم على إيران في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد" بهدف "إزالة التهديد النووي الإيراني".
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن طائرة مقاتلة هاجمت أكثر من 100 هدف في إيران خلال الليل، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بمن فيهم رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، وقائد الحرس الثوري الإيراني، ورئيس هيئة الطوارئ في البلاد.
وتعتبر هذه العملية العسكرية تصعيداً خطيراً في التوتر القائم بين البلدين منذ سنوات، وقد تثير ردود فعل إقليمية ودولية واسعة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فجر اليوم الجمعة أن إسرائيل تمر بلحظة حاسمة في تاريخها مع انطلاق العملية العسكرية التي تهدف لإحباط المشروع النووي الإيراني.
ودعا نتنياهو الشعب الإسرائيلي إلى الوحدة والتكاتف في مواجهة التحديات القادمة، مؤكداً أن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لحماية أمنها ومصالحها وتأتي هذه التصريحات في ظل ترقب دولي لما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.